
يقع بيت التلمساني على طريق القاهرة – الإسكندرية الصحراوي في كمباوند واحة النخيل على بعد نحو عشرة كيلومترات من قرية أبو غالب. أسست البيت الكاتبة والأكاديمية مي التلمساني بهدف دعم الكاتبات والكتاب من مصر والعالم الراغبين في التفرغ للكتابة بعيدا عن صخب المدينة، وذلك في مجالات الإبداع الأدبي والترجمة والسيناريو والدراسات الأكاديمية. يضم البيت مكتبة المخرج الراحل عبد القادر التلمساني، وجزءا من مكتبة الكاتب الراحل إدوار الخراط، فضلا عن مكتبة الأديبة مي التلمساني.
يحتفي الاسم بميراث عائلة التلمساني في مجالات الثقافة والأدب والسينما والفن التشكيلي وبالتراث الثقافي العربي والعابر للقوميات.

مي التلمساني كاتبة روائية وأستاذ الدراسات السينمائية بجامعة أوتاوا بكندا. نشرت لها خمس روايات هي دنيا زاد وهليوبوليس وأكابيللا والكل يقول أحبك وصدى يوم أخير (بمشاركة إدوار الخراط)، وثلاث مجموعات قصصية هي نحت متكرر وخيانات ذهنية وعين سحرية، وكتابا يوميات بعنوان للجنة سور وطرق كثيرة للسفر. ترجمت روايتها دنيا زاد إلى ثمان لغات أجنبية منها الانجليزية والفرنسية والألمانية والإيطالية والفارسية وحازت على جوائز محلية ودولية. في مجال الدراسات الأكاديمية، كتبت مي التلمساني كتابا عن صورة الحارة في السينما المصرية صدر بالقاهرة عام 2014، وحررت كتابا عن المفكر الفلسطيني الأمريكي ادوارد سعيد باللغة الانجليزية . نشرت أبحاثها الأكاديمية في العديد من الدوريات الأجنبية في مجالات الدراسات ما بعد الكولونيالية، والدراسات السينمائية، والنقد الثقافي. في 2021 حازت مي التلمساني على وسام الفنون والآداب برتبة فارس من الحكومة الفرنسية تقديرا لجهودها في مجال الثقافة والأدب والترجمة.

كامل التلمساني (1915-1972) هو أحد رواد المدرسة السوريالية في مصر شارك في تأسيس جماعة الفن والحرية بالمشاركة مع جورج حنين ورمسيس يونان وفؤاد كامل (1939-1949) وأسهم بكتاباته النقدية في الدفاع عن قيم وطموحات الفن المستقل. ثم انتقل للعمل في مجال السينما ليصبح رائدا من رواد التيار الواقعي في مصر بفيلمه الخالد “السوق السوداء” (1945) وكان أيضا أحد المؤثرين في مجال المسرح والتلفزيون في بيروت حيث عمل مع شركة الأخوين رحباني وكان مسؤولا عن السينوجرافيا ومستشارا فنيا للشركة. لكامل التلمساني كتابات هامة في مجالي النقد التشكيلي والسينمائي منها مقالاته في مجلات التطور ودون كيشوت وروزاليوسف، وكتابيه “سفير أمريكا بالألوان الطبيعية” و”عزيزي شارلي”.

حسن التلمساني (1923-1987) بدأ حياته الفنية فنانا تشكيليا قبل أن ينتقل لمجال التصوير سينمائي في مجال السينما التسجيلية. شارك في معارض جماعة الفن والحرية وفي معارض جماعة الفن المعاصر في الأربعينيات والخمسينيات من القرن العشرين. ثم انتقل بعد دراسة التصوير في لندن إلى مجال التصوير السينمائي وأسس مع شقيقيه كامل وعبد القادر التلمساني أول شركة إنتاج سينمائي متخصصة في السينما التسجيلية. ويعد فيلمه “ينابيع الشمس” (إخراج المخرج الكندي جون فيني، 1963) واحدا من أهم أفلام السينما العالمية عن منابع نهر النيل.

عبد القادر التلمساني (1924-2003) مخرج ومنتج سينمائي رائد من رواد الفيلم التسجيلي في مصر أثرى الحياة الثقافية بالعديد من الأعمال التسجيلية الهامة من بينها “رحلة في كتاب وصف مصر”، “دار الفن في القرية”، “زخارف قبطية”، “خماسية سيناء”، و”انفجار”. لعبد القادر التلمساني عدد من الكتب عن فنون السينما، والسينما التسجيلية، والترجمات في مجال المسرح ليونسكو وجان بول سارتر، وكذا الأعمال التلفزيونية والإذاعية من بينها مسلسل “بنك القلق” المأخوذ عن مسرحية لتوفيق الحكيم، وسهرة “فن السعادة الزوجية”. نال عبد القادر التلمساني عددا من الجوائز المحلية والدولية في مجال الفيلم التسجيلي وظل مؤمنا برسالة الفن ودوره في التوعية والتوثيق لجذور الحضارة المصرية الثلاثة ، الفرعونية والقبطية والإسلامية.

طارق (حسن) التلمساني (ولد في عام 1950) هو واحد من أشهر مديري التصوير في السينما الروائية المصرية. درس التصوير السينمائي في موسكو وعاد إلى مصر في مطلع الثمانينيات ليعمل مع أهم مخرجي الواقعية الجديدة مثل خيري بشارة ومحمد خان. من أفلامه “خرج ولم يعد”، “الطوق والإسورة”، “البحث عن سيد مرزوق”، “الراعي والنساء”، “عرق البلح” “بحب السيما”، “قص ولصق” وغيرها. نال العديد من الجوائز في مهرجانات السينما المحلية والعربية والدولية. في عام 1993 أخرج فيلما روائيا بعنوان “ضحك ولعب وجد وحب” بطولة يسرا وعمرو دياب وعمر الشريف احتفي فيه بحي هليوبوليس الذي ولد وترعرع فيه في ستينيات القرن العشرين.

خالد (عبد القادر) التلمساني (1966-2018) مصور فوتوغرافي عمل في العديد من الأفلام الوثائقية والروائية الهامة نذكر منها “الراعي والنساء”، “الإمبراطور”، “أيام السادات”، “بحب السيما” وكانت له محاولات لم تنشر في كتابة القصة والرواية باللغة العامية وكذلك كتابة السيناريو للدراما التلفزيونية.

شهاب قاسم مواليد القاهرة سنة 1983. تخرج من كلية الآداب بجامعة القاهرة في مجال العلوم الاجتماعية قبل أن يتخصص في البرمجيات وتصميم المواقع الإلكترونية. من بين اهتماماته الكثيرة، يهوى شهاب الصيد والاستماع للموسيقى وقراءة الروايات الواقعية، ومن هنا نشأ اهتمامه بالثقافة وعالم الأدب حيث أشرف على برنامج الإقامة والتفرغ في بيت التلمساني عام 2024 ويعمل حاليا المنسق العام للبيت.